Salah Osman

Menoufia University, Egypt
  •  95
    رغم تنوع مصادر المعرفة، ما بين حسية تجريبية وعقلية استدلالية وعقلية حدسية مباشرة، إلا أن هذه الأخيرة تكاد تكون سمةً مُميزة وفارقة للكشف العلمي، فلئن كان الكشف العلمي يخطو أولى خطواته بدهشة حسية، ويصاحب في طريقه نمطًا من أنماط الاستدلال العقلي المنطقي، إلا أنه في جوهره لا يعدو أن يكون قفزة حدسية مباشرة لا تُكتسب بالتجربة أو بالجهد الواعي للعقل. وما نعنيه هنا بالحدس هو تلك الرؤية الكلية المباشرة للمعاني العقلية المجردة، أو ما دعاه «إدموند هوسرل» بالقدرة على إدراك الماهيات. وبهذا المعنى يمثل الحدس …Read more
  •  90
    الأحمق الأعظم» نظرية في علم الاقتصاد مؤداها أنه ليس من المُهم السعر الذي تشتري به الأصل، طالما أن ثمة أحمقًا ينتظر، وسيشتريه بسعرٍ أعلى. وبعبارة أخرى، تنص النظرية على أنه من الممكن بالفعل جني الأموال عن طريق شراء الأصول (حتى عندما تكون أسعارها مبالغًا فيها) ثم إعادة بيعها، حيث ستتمكن دائمًا من العثور على شخصٍ ما (أكثر حُمقًا) على استعدادٍ لدفع سعرٍ أعلى! هذه النظرية شائعة جدًا بين المستثمرين الذين يستثمرون في أسهم الشركات؛ فالمستثمر الذي تنطبق عليه – عن علم أو عن غير علم – نظرية الأحمق الأعظم، م…Read more
  •  86
    لا أحد من البشر يمتلك الحقيقة، وليس من المهم أن تمتلكها إن أردت الشُهرة أو الهيمنة، ولا أن تكون مُبدعًا أو صاحب رسالة، لكن المُهم أن تمتلك وسائل الإعلام وتعرف كيف تُحركها! المهم أن تتمكن من توجيه الإدراك العام أو الحس المشترك، وبوابتك الكبرى نحو تحقيق هذا التوجيه هي الإعلام؛ فما تراه العين وتسمعه الأذن بشكلٍ متكرر يألفه العقل ويُردده اللسان، حتى وإن كان في البداية موضع شك!
  •  83
    تُمثل مدينة تورينو لحظة تاريخية فارقة في حياة الفيلسوف الألماني متعدد الاهتمامات «فريدريك نيتشه»؛ ففي الثالث من يناير سنة 1889، خرج «نيتشه» من بيت مضيفيه في تورينو (وكان قد انتقل إليها سنة 1888 بهدف العلاج)، ربما ليتنزه، وربما قاصدًا مكتب البريد لاستلام رسائله، وعلى بُعد خطوات من البيت إذا بمشهدٍ يوقفه ويُفجعه ويؤثر عليه فيما تبقى من حياته: سائق عربة يجلد حُصانًا بوحشية! انخرط «نيتشه» في نوبة بكاء شديدة، وألقى بنفسه على رقبة الحصان محاولاً حمايته من الضربات، ثم كانت نوبات الانهيار العصبي التي كا…Read more
  •  81
    هل بإمكانك أن تصف لي تجربة إحساسك بالألم، أو بطعم القهوة، أو برائحة الوردة، أو حتى رؤيتك للونٍ معين؟ الإجابة بالطبع هي النفي، وإن بدت غير ذلك للوهلة الأولى، والسبب ببساطة أن لكل منا تجربته الفريدة في الإدراك الحسي، حتى وإن كانت هناك عوامل مادية مشتركة. قد يتألم أحدنا بقوة من وخزة الإبرة، وقد يكون الألم بسيطًا أو منعدمًا لدى آخر؛ وقد يُقبل أحدنا على طعام بعينه في الوقت الذي ينفر منه آخر، وقد يشعر أحدنا بالبهجة والانتعاش حين يشم وردة بعينها، أو يرى لونًا بعينه، في حين لا يُمثل ذلك الشعور الأمر ذات…Read more
  •  81
    هل فوجئت يومًا بأن نظام التشغيل لهاتفك أو حاسوبك لا يقبل التحديث لأن الشركة المُنتجة قد أوقفت دعم إصدارٍ ما زال يعمل، لكي تحث عملائها على شراء إصدار جديد أكثر كفاءة وأشد جذبًا وإشباعًا لحاجات المستخدمين؟ وهل تساءلت يومًا عن طبيعة العلاقة التي تربط بينك وبين هاتفك أو حاسوبك أو أي جهازٍ إلكتروني آخر تمتلكه، هل هي علاقة عاطفية قوامها المظهر والتباهي أم علاقة عقلانية قوامها الحاجة ونمط الاستخدام؟ وهل فكرت يومًا في كيفية عمل هاتفك أو حاسوبك، وما الذي يحدث حين تقوم بالضغط على أيقونة أحد البرامج، أو ما…Read more
  •  70
    أي نوعٍ من الحياة هذا الذي يسوقه إلينا الفكر الفلسفي؟ هل هو النوع الأفضل كما أعلن «سقراط» قبل أكثر من ألفي عام تقريبًا؟ وهل الحياة الفلسفية يمكن أن تكون حقًا حياةً ذات معنى حقيقي؟ وبأي معنى يُمكن أن نفهم عبارة «معنى الحياة» ذاتها؟ الإجابة التي يحملها هذا المقال قد تكون صادمة للمشتغلين بالبحث الفلسفي، أو لأولئك الذين يعتقدون أن الفلسفة يمكن أن تُقدم لنا أية إجابات نهائية وقاطعة حول تساؤلاتنا عن معنى الحياة، لاسيما وأن هذه الإجابة تصدر عن متخصصٍ في الفلسفة، ودارسٍ لها ومشتغلٍ بها لما يقرب من أربعي…Read more
  •  66
    على مدار ألفية كاملة بعد «بطليموس»، كان علماء الفلك يعتقدون بالخطأ أن الشمس تدور حول الأرض! وفي القرن التاسع عشر اعتقد علماء فراسة الدماغ على نحو زائف أن شكل جمجمة الشخص يعكس ملكات عقلية مسؤولة عن صفات معينة تُشكل شخصيته! وفي القرن العشرين عارض عديدٌ من العلماء بشدة فكرة الانجراف القاري أو تزحزح القارات، رغم الثبوت الحالي لفكرة تحرك الصفائح التي تحمل القارات! فهل بإمكاننا اليوم أن نثق فيما نسميه «حقائق علمية»؟ هل نستطيع أن نُحدد الأفكار والمزاعم العلمية التي يمكن أن تستمر إلى الأبد، دون أن تكون …Read more
  •  65
    تخيل حمارًا يمشي وحيدًا مُنهكًا بعد ان قضى وقتًا طويلاً بحثًا عن الطعام، وفجأة وجد أمامه كومتين متطابقتين من التبن اللذيذ على مسافتين متساويتين من موضعه، واحدة على اليمين وأخرى على اليسار. من المفترض وقتئذٍ أن ينكب الحمار على إحدى الكومتين إشباعًا لجوعه، لكنه يقف حائرًا: أي الكومتين يختار؟ أو بأي منهما يبدأ إن قرَّر تناول كليهما؟ ولا يجد الحمار المسكين سببًا وجيهًا لتفضيل إحداهما على الأخرى، ويمضي الوقت، ويزداد الحمار جوعًا حتى يلفظ أنفاسه الأخيرة عاجزًا عن اتخاذ قرار عقلاني يُسوغ له اختيار إحدى…Read more
  •  46
    في الميثولوجيا الإغريقية، كان الملك «ميداس» حاكمًا أسطوريًا لمملكة «فريجيا» (إقليم قديم في الجزء الغربي الأوسط من الأناضول – تركيا الآسيوية الآن)، وربما كان الاسم يشير إلى حاكم القرن الثامن قبل الميلاد المعروف في النقوش الفريجية والمصادر الأشورية القديمة باسم «ميتا الموسكي» (أو ميتا حاكم موسكي)، الذي اتسمت فترة حكمه بالعدالة والوفرة، وإن كان – من المنظور الروائي – قد افتقد إلى الحكمة وعمق التفكير والتأني في اتخاذ القرارات. كان «ميداس» ذا ثروة ضخمة، لديه كل ما يمكن أن يتمناه أي ملك، لكنه رغم الثر…Read more
  • Towards a Philosophy of the Chemistry نحو فلسفة للكيمياء (edited book)
    Al Maaref Establishment Press. 2004.